الرد على سلسلة شبهات حول ايات القرءان
يسأل شخص غير مسلم فيقول
إن القرآن عودنا دائماً على الغرابة, فعلى سبيل المثال ينتقل فجأة من ضمير المخاطب إلى ضمير الغائب, فيقول: {هوَ الذِي يسيرُكمْ في البرِّ وَالبحرِ حتى إِذَا كنتمْ في الفلكِ وَجرَينَ بهم برِيحٍ طيبةٍ وَفرِحواْ بها جاءتها رِيحٌ عاصفٌ وَجاءهمُ الموْجُ من كلِّ مكانٍ وَظنواْ أَنهمْ أُحيطَ بهمْ دَعوُاْ اللّهَ مخلصينَ لهُ الدِّينَ لئنْ أَنجيتنا منْ هذِهِ لنكوننِّ منَ الشاكرِينَ} [يونس:22]
ويجيب العلماء
------------------
إن قوله تعالى: {وَجرَينَ بهم} على طريقة الالتفات أى (وجرين بكم) من بديع الأسلوب فى الآية, أنها عندما كانت بصدد ذكر النعمة, جاءت بضمائر الخطاب الصالحة لجميع السامعين, فلما تهيأت للانتقال لذكر الضراء, وقع الانتقال من ضمائر الخطاب إلى ضمائر الغيبة لتلوين الأسلوب, فقال: {وَجرَينَ بهم} على طريقة الالتفات, وهكذا أجريت الضمائر جامعة للفريقين, والله أعلم.
---------------------------------------------------------------
يسال شخص غير مسلم ويقول
-------------------
يقول القرآن: {وَمنهم من ينظرُ إِليكَ أَفأَنتَ تهدِي العميَ وَلوْ كانواْ لاَ يبصرُونَ} [يونس:43] بديهى أن العمى لا يبصرون, فما فائدة قوله: {وَلوْ كانواْ لاَ يبصرُونَ}؟
ويجيب العلماء
-------------
إن الله سبحانه وتعالى لم يقل (ولو كانوا لا ينظرون) أو (ولو كانوا لا يرَوْن) حتى تكون لكم الحجة, ولكنه قال: {وَلوْ كانواْ لاَ يبصرُونَ} وقد ذكرنا فى أكثر من موضع أن العمى الذى يصف القرآن به الكفار ليس عمى الأعين, ولكنه عمى القلوب والبصيرة. أمّا فى هذه الآية فقد شبههم الله سبحانه وتعالى بعُمْى الأعين والبصيرة, فاجتمع عليهم العمى بنوعيه, وهذا أسوأ شىء, لأن عَمَى العين لا يمنع الإنسان من الهداية والتفقه فى الدين, أما عمى القلب فهو الذى يعميه عن قبول الحق, ولو كان صاحبه على أعلى الدرجات من الفهم والعلم والثقافة, فهؤلاء اليابانيون المتفوقون فى مجالات شتى من العلوم, يعبدون الأصنام التى يصنعونها بأيديهم, وكذلك الصينيون, وغيرهم من الأمم البوذية, وبهذا يتساوون مع الرجل المشرك البدوى الساذج, الذى لم يَحظَ بأى قدر من العلم, ولو أنهم فتحوا آذان قلوبهم لسماع كلام ربهم, لعلموا أن دين الله هو الحق, وأنهم على الباطل,
وأن هذه الأصنام لا تضرهم ولا تنفعهم. فكذلك المشركون على عهد رسول الله لو أنهم تدبروا أحواله ومَقَاله وفِعاله, وما يدعو إليه, لعلموا أنه صادق, وأن ما يدعو إليه هو الحق, وخصوصاً أنه كان مشهوراً بينهم بالصدق والأمانة, ورجاحة العقل, والمروءة والشهامة, وغير ذلك من الصفات الحميدة, كما قال عنه عبد الله بن سلام
عندما رآه: أول ما نظرت إلى رسول الله قلت: (إن صاحب هذا الوجه ليس بكذاب) فإن الدجال يستحيل عليه التظاهر بالاستقامة فى جميع أحواله, بل لابد أن يفتضح أمره, ولو بين أهله, والرسول لم يعرف عنه قط مخالفة حاله لمقاله, فمن لم يؤمن به فهو أعمى العين والقلب.
ولقد جاء فى الكتاب المقدس ما نصه: يضربك الرب بجنون وعمى وحيرة قلب. فتتلمس فى الظهر كما يتلمّس الأعمى فى الظلام (تثنية28: 28-29) فهل الأعمى يتلمس فى الظلام فقط, أم أنه يتلمس فى كل وقت؟ وهل تختلف عنده الرؤية فى الليل أو النهار؟, والله أعلم.
-------------------------------------------------------------------
يسال شخص غير مسلم فيقول
------------------------------------
يقول القرآن: {أَلا إِنَّ أَوْلياء اللّهِ لاَ خوْفٌ عليهِمْ وَلاَ همْ يحزَنونَ} [يونس:62] ويقول
يا عبادِ لَا خوْفٌ عليكمُ اليوْمَ وَلَا أَنتمْ تحزَنونَ} [الزخرف:68] مع أننا نرى من تقولون إنهم أولياء الله قد عذبوا وقتلوا, مثل عمار, وبلال, وعمر,
وعثمان, وعلىّ, وغيرهم ممن عذب فى السجون والمعتقلات!
----------------------------------------------
ويجيب العلماء
--------------------
إن ذلك يكون يوم القيامة, بدليل قول الله جل وعلا: {لَا خوْفٌ عليكمُ اليوْمَ}
فكلمة {اليوْمَ} تعنى يوم القيامة, وذلك مثل قوله تعالى: {لَا يحزُنهمُ الفزَعُ الْأَكبرُ} [الأنبياء:103] وهو فزع يوم القيامة, لأن الله سبحانه وتعالى وصفه بأنه {الْأَكبرُ} وبديهى أنه لا فزع أكبر من فزع يوم القيامة, أما الدنيا فهى دار بلاء, قال تعالى: {أَحسبَ الناسُ أَن يترَكوا أَن يقولوا آمنّا وَهمْ لَا يفتنونَ{2} وَلقدْ فتنا الذِينَ من قبلهمْ فليعلمنَّ اللَّهُ الذِينَ صدَقوا وَليعلمنَّ الكاذِبينَ} [العنكبوت:2-3] وقال رسوله صلى الله عليه وسلم ((أشد الناس بلاءً الأنبياء, ثم الأمثل فالأمثل, يبتلى الرجلُ على حسب دينه, فإن كان فى دينه صلباً اشتد بلاؤه, وإن كان فى دينه رِقة ابتلى على قدر دينه, فما يبرح البلاء بالعبد, حتى يتركه يمشى على الأرض وما عليه خطيئة)) [صحيح الجامع:992],
والله أعلم