1-روي عن ابن عباس انه قال : نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا ، جملة واحدة ، حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح .
سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة (إ حدى السبع الطوال) التي يدور محورها حول العقيدة وأصول الايمان.
2- تناولت القضايا الكبرى الأساسية لأصول العقيدة والايمان ، وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلى :
1 - قضية الألوهية
2 - قضية الوحى والرسالة.
3 - قضية البعث والجزاء .
3- - عرضت لأسلوبين بارزين لا نكاد نجدهما بهذه الكثرة فى غيرها من السور هما :
1 - اسلوب التقرير
2 - اسلوب التلقين .
* أما الأول : " اسلوب التقرير " فإن القرآن يعرض الأدلة المتعلقة بتوحيد الله ، والدلائل المنصوبة على وجوده وقدرته ، وسلطانه وقهره ، في صورة الشأن المسلم ، ويضع لذلك ضمير الغائب عن الحسن الحاضر في القلب الذي لا يماري فيه قلب سليم ، ولا عقل راشد ، في انه تعالى المبدع للكائنات ، صاحب الفضل والإنعام ، فيأتى بعبارة (هو " الدالة على الخالق المدبر الحكيم ، استمع قوله تعالى [ هو الذي خلقكم من طين ] . . [ وهو الله في السموات والأرض ] . . [ وهو الذي يتوفاكم بالليل ] . . [ وهو القاهر فوق عباده ] . . [ وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق . . . ] الخ .
أما الثانى : " اسلوب التلقين " فإنه يظهر جليا في تعليم الرسول (ص) تلقين الحجة ، ليقذف بها في وجه الخصم بحيث يأخذ عليه سمعه ، ويملك عليه قلبه فلا يستطيع التخلص أو التفلت منها ، ويأتى هذا الأسلوب بطريق السؤال والجواب ، يسألهم ثم يجيب ، استمع إلى الآيات الكريمة [ قل لمن ما في السموات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ] . . [ قل أى شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم ] . . [ قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من اله غير الله يأتيكم به ] . [ وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل ان الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ] وهكذا تعرض السورة الكريمة لمناقشة المشركين ، وإفحامهم بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة ، التي تقصم ظهر الباطل فهي أصل في محجة الكفار.
هدف السورة
توحيد الله تعالى توحيداً خالصاً في الاعتقاد و السلوك من خلال التفكر في خلق الكون و قدرة الله فيه.
و لا تخاطب هذه السورة أهل الكتاب و لكنها تخاطب الملحدين و المؤمنين بالطبيعة و لا يؤمنون بوجود الله فتوضح لهم من خلال ما في الكون من مظاهر لقدرة الله أن التوحيد به تعالى هو الأساس و هو الشيء المنطقي، و تخاطب السورة كذلك من يؤمن بوجود الله و لكنه لا يريد أن يطبق هذا الإيمان على سلوكه فتوضح له أن الإيمان لا يتجزأ فيجب أن يطبق على الاعتقاد القلبي و السلوك معاً.تناولت جميع أنواع الآيات بجميع معانيها.
سبب التسمية
كانت الأنعام عند قريش و العرب تمثل الطعام و اللبن و المواصلات و الثروة فهي بالنسبة لهم عصب الحياة، فقالت قريش نؤمن بالله و لكن يترك لنا التحكم في أنعامنا نحل منها ما نشاء و نحرم منها ما نشاء الآيات ( 136-138)، فجاءت السورة تؤكد أن التوحيد مطلوب في العقيدة و التطبيق معاً، فالكون كله ملك لله تعالى لذلك فإن أوامره تعالى لها كل الأولوية في حياتك