خلاصة تجارب الحياه
خلاصة تجارب الحياه
خلاصة تجارب الحياه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاعجاز البيانى فى هذه الاية من سورة النور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin faten
Admin
admin faten


عدد المساهمات : 102
تاريخ التسجيل : 30/03/2011

الاعجاز البيانى فى هذه الاية من سورة النور Empty
مُساهمةموضوع: الاعجاز البيانى فى هذه الاية من سورة النور   الاعجاز البيانى فى هذه الاية من سورة النور Emptyالسبت أبريل 23, 2011 4:50 am


وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾(النور:39)
وهو تمثيل يصوِّر أعمال الذين كفروا في بطلانها وعدم انتفاع أصحابها بها ، حينما يكونون في أشد الحاجة إلى ذلك النفع ، بصورة سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ، فيتعلق به قلبه ، ويسعى إليه حثيثًا لاهثًا . وكلما بلغ به سعيه مرحلة ، وجده يتحرك أمامه ، ويفلت من بين يديه .. وهكذا إلى أن تتقطع أنفاسه وتخور قواه . وبعد هذا الجهد المتواصل والمعاناة الشاقة يصل إلى حيث كان يخيل إليه أنه ماء ، فلم يجده شيئًا ؛ فتتضاعف لذلك حسرته ، ويشتد يأسه وقنوطه ، وتغلي مراجل غيظه وظمئه . وليس هذا وحسب ؛ بل إنه يجد نفسه فجأة أمام هول رهيب ، يمسك بتلابيبه ، ويقوده إلى حتفه وهلاكه . كذلك الكافر يحسب أن أعماله في دنياه نافعةً له في آخرته ، فإذا كان يوم القيامة وقدم على ربه ، لا يجد لها أثرًا من ثواب ، أو تخفيف عذاب .
وقوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ ظاهره العموم ، فيندرج فيه عبدة الأصنام من الأمم السابقة والأمم اللاحقة ، وأهل الكتاب من النصارى الذين عبدوا المسيح ، واليهود الذين اتخذوا أحبارهم أربابًا من دون الله تعالى ، والمجوس الذين عبدوا النار ، والمانَوِيَّة الذين عبدوا النور .. وغيرهم . وهو جملة استئنافية ، والموصول مع صلته مبتدأ ، خبره جملة ﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب بِقِيعَةٍ ﴾ من المشبه والمشبه به .
وكان نظم الكلام يقتضي أن يقال :﴿ وَأَعْمَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا أ كَسَرَاب بِقِيعَةٍ ﴾ . ولو قيل ذلك ، لكان بليغًا ، لما فيه من الإيجاز ؛ ولكن تعبير القرآن أبلغ ؛ لأن الحكم على هذه الأعمال بأنها باطلة فاسدة ، ليس لكونها كذلك في ذاتها ؛ ولكن لكونها أعمال أولئك الذين كفروا .. فلا شيء يبطل العمل ، ويجعله فاسدًا عديم النفع مثل الكفر ، ولا شيء يبقي عليه ، ويجعله مثمرًا نافعًا مثل الإيمان .
وعليه يكون المشبه به ، وهو :﴿ أَعْمَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ ، مركَّب من محسوس ومعقول ، والمشبه به ، وهو :﴿ سَرَابٌ بِقِيعَةٍ ﴾ محسوس . أي : داخل تحت إدراك الحواس .
والسراب : ظاهرة ضوئية سببُها انعكاس الشعاع من الأرض عندما تشتد حرارة الشمس ، فيظنه الإنسان ماء يجري ويتلألأ على وجه الأرض . واشترط الفرَّاء فيه اللصوقَ بالأرض . وقيل : هو ما ترقرق من الهواء في الهجير في فيافي الأرض المنبسطة ، وأوهم الناظر إليه على البعد أنه ماء سارب . أي : جار . وسُمِّيَ بذلك ؛ لأنه ينسرب كالماء في مرأى العين ، وما هو إلا وَهْمٌ ، لا حقيقة له . ولهذا يقال :« السراب فيما لا حقيقة له كالشراب فيما له
وقوله تعالى :﴿ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب ﴾ بالتنكير ، ينبىء عن سراب ضئيل تافه ، بخلاف ما لو جيء به معرَّفًا . ووراء ذلك ما وراءه من تعلق نفس الظمآن بالأمل ، ولو كان ضعيفًا تافهًا . واستعمال الكاف ، دون غيرها من أدوات التشبيه ، يجعل هذه الأعمال- في حقيقتها وصورتها- في مرتبة أدنى من مرتبة السراب- في حقيقته وصورته- ووراء ذلك ما وراءه من إزراء لها ، واستخفاف بأصحابها ؛ ونحو ذلك تشبيه أعمال مثل الذين كفروا بربهم بالرماد في قوله تعالى :
﴿ مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ ﴾(إبراهيم: 18) .
وصورة السراب الذي يحسبه الظمآن ماء ، وإن كانت تشترك في الموضع مع صورة الرماد الذي تعصف به الريح في المثل السابق ، إلا أنها تختلف عنها اختلافًا دقيقًا ومهمًّا ؛ وذلك في المغزى ، ولب الغرض .. وبيان ذلك :
أن صورة السراب تهتم بتصوير اللهفة ، والحاجة الماسَّة إلى الانتفاع بهذه الأعمال ، ثم الخيبة والمفاجأة بخديعة الأمل ، وأنه ما كان إلا وهمًا ؛ ولهذا كانت عناصرها : الظمآن ، والسراب . وهذان اللفظان هما- كما ترى- لهما دلالة قوية على هذا المغزى ؛ بل إن لفظ السراب يكاد يكون رمزًا حيَّا في هذا الباب .

أما القيعة فهي الأرض القفر المستوية التي لا تنبت الشجر . وقيل : هي جمع : قاع وقيعان ؛ كجيرة وجار وجيران . وقيل : القيعة مفرد ؛ وهو بمعنى القاع .. ولما كان السراب هو ما ترقرق من الهواء في الهجير في فيافي الأرض المنبسطة ؛ وكأنه ملتصق بها ، جيء بالباء الدالة على الإلصاق في قوله تعالى :﴿ بقيعة ﴾ للتعبير عن هذا المعنى . ولو قيل Sad كسراب في قيعة ) ، لدل ذلك على أن القيعة كالظرف للسراب ، وأن السراب داخل القيعة ، وهو ليس كذلك ؛ ولهذا اشترط الفرَّاء في السراب أن يكون ملتصقًا بالأرض .
وفي قوله تعالى :﴿ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء ﴾ إشارة إلى خداع النفس بعد خداع البصر بهذا السراب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shahrazad-elqassed.forumegypt.net
 
الاعجاز البيانى فى هذه الاية من سورة النور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاعجاز العلمى فى القرءان والسنة ---- الشجر والعظام
» من الاعجاز الغيبى يوم يجعل الولدان شيبا
» روائع الاعجاز الغيبى فى كلام نبى الرحمة
» الاعجاز العلمى فى القرءان والسنة -- النواصى والاقدام
» الاعجاز العلمى فى القرءان والسنة -- البرق خلف الجبل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
خلاصة تجارب الحياه :: الفئة الاولى :: المعجزات الالاهية بين الدين والعلم-
انتقل الى: