عن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}
الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل.
و عن أبي مالك: الكرسي تحت العرش.
وقال السدي: السموات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش.
وعن ابن عباس أنه قال: لو أن السموات السبع، والأرضين السبع، بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفارة.
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ما السموات السبع في الكرسي إلا كدارهم سبعة ألقيت في ترس)).
وعن أبي ذر الغفاري أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة)).
(ج/ص: 1/15)
سئل ابن عباس عن قوله عز وجل: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7]. على أي شيء كان الماء؟
قال: على متن الريح، قال: والسموات والأرضون وكل ما فيهن من شيء تحيط بها البحار ويحيط بذلك كله الهيكل، ويحيط بالهيكل فيما قيل الكرسي.
وروى عن وهب ابن منبه نحوه.
وفسر وهب الهيكل فقال: شيء من أطراف السموات، يحدق بالأرضين والبحار كأطناب الفسطاط.
وقد زعم بعض من ينتسب إلى علم الهيئة أن الكرسي عبارة عن الفلك الثامن الذي يسمونه فلك الكواكب الثوابت. وفيما زعموه نظر، لأنه قد ثبت أنه أعظم من السموات السبع بشيء كثير، ورد الحديث المتقدم بأن نسبتها إليه كنسبة حلقة ملقاة بأرض فلاة، وهذا ليس نسبة فلك إلى فلك.
فإن قال قائلهم: فنحن نعترف بذلك، ونسميه مع ذلك فلكاً فنقول: الكرسي ليس في اللغة عبارة عن الفلك وإنما هو كما، قال غير واحد من السلف بين يدي العرش كالمرقاة إليه. ومثل هذا لا يكون فلكاً.
وزعم أن الكواكب الثوابت مرصعة فيه لا دليل لهم عليه. هذا مع اختلافهم في ذلك أيضاً كما هو مقرر في كتبهم، والله أعلم
المصدر كتاب البداية والنهاية لابن كثير.