لما عصيتكَ لـم يكـن عقلـي معـي ** حتى صحوتُ فكدتُ أقطعُ إصبعـي
يـا رب هـل عـذرٌ يبيـض وجنتـي ** إلا جمـيـل الـظـنِ فـيـك وأدمـعـي ِ
يا رب ملء العيـن حجـمُ جريرتـي ** ولها صدىً كالرعـدِ ملءالمسمـع ِ
عظمت فما شيءٌ يحيط بها سوى ** حـلـم الإلـــهِ وعـفــوه المـتـوقـع ِ
أنـى اتجهـت أكـاد أسـمـعُ لعنـتـي ** في عمقِ نفسي والجهات الأربـع ِ
يـا ليـت أمـي لـم تلدنـي كـي أرى ** شؤم الذنـوبِ وليتهـا لـم ترضـع ِ
ربـي .. أتقبلنـي إذا أقلـعـت عــن ** ذنـبٍ أصـول جــذوره لــم تقـلـع ِ
ربي .. أترحمني وخبـث خطيئتـي ** لتخـبـثٌ النـهـر الـنـقـي المـنـبـع ِ
يـا رب إن أطمعتنـي بالعـفـو لــن ** يبقى مـن الفجـارِ مـن لـم يطمـع ِ
أنـا مستـحـقٌ مـنـك كــل عقـوبـةٍ ** حتـى وإن بلغـت مخيـخ الأضلـع ِ
مهمـا تكـن بلـغـت عـلـي بشـاعـةً ** لــم ألفـهـا مـمـا جنـيـت بـأبـشـع ِ
عصيانـي الجبـارُ حـق لـه – ولـو ** يسمى صغائر - أن يكون مروعي
يــا رب معـتـرفٌ بـكــل صـغـيـرةٍ ** وكبـيـرةٍ لـكـن عـفـوك مـفـزعـي
يـا رب لـو آخذتـنـي !!وجزيتـنـي ** بالسوء سوءاً طال فيـه !!توجعـي
هيهات ما جرمي ولو وسع الدنـى ** مــن عـفـوك اللهم قــط بـأوسـع ِ
يـا مـن يحـب العفَـو بيـن صفاتـهِ ** طـال انتظـار نزولـه فــي أربـعـي
أنـا لــو فشـلـت بالابـتـلاء كــآدم ٍ ** أنـا مِثلُـه إذ أُبــت بـعـد تسـرعـي
أو أبطـأ الإخـلاص نحـوك خطـوةً ** فبحسن ظني فيك خَطـوةَ مسـرع ِ
يـا حـيُ يـا قـيـومُ قــد تعـبـت يــدٌ ** لسـوى جلالـك سيـدي لـم تـرفـع ِ
فـإذا عفـوت فمحسـنٌ عـن شاكـرٍ ** وإذا بـطـشـت فـقــادر بـمـضـيـع ِ
يا من نهيـت النـاس تنهـر سائـلاً ** أنـا ذا هنـا يـا ذا النـوال الأوسـع ِ
يـا رب مضطـراً أتيـتـك !!معـدمـاً ** ووقفـت عنـد البـاب لــم أتتعـتـع ِ
فـإذا منحـت فـكـفءُ كــل كريـمـة ** وإذا منعـت فأيـن أنـقـل مطمـعـي ِ
يــا رب أسـتــر خـلـتـي وكـأنـهـا ** عارٌ فلسـت علـى سـواكَ بمطلـع ِ
إن كـان ضـري لا يفيـدك فامـحـهُ ** أو كـان نفعـي لا يـضـرك فانـفـع ِ
يـا رب فاغفـر كـل مـا سـارت لـهُ ** رجلـي ومـا مــدت إلـيـه أذرعــي
[b]