لماذا القلب أضناه الشجن
يئن تحت ضربات المحن؟
لماذا الريح لا تسلي الفؤاد
لا شيئ يسليه في هذا الزمن؟
فضاء القلب مرتهن
كما ارتهنت أرض الوطن
وقد عبد العميل طرقا له
باذرا في ربوعه الفتن
وانزوى الأمين بالركن شاكيا
وذهب النقي وطاف العفن
فيا صخرة الوفاء الأبية
هل مزق الشمل والحق ارتهن؟
أم ان الدهر أطفأ انواره
لأن الشقيق خان وبالدهر طعن؟
ويا هيكل الشرق المبارك
الذي أضاء الدنيا وما وهن؟
على التاريخ كان نبراسا
بالعلم بالأخلاق بالدين والفن
ماذا جرى للأرض التي
جل الأنبياء بها قطن؟
لماذا الجهل يبري العقول؟
ترعرع الجهل وبالروح سكن؟
فكيف بي وعندنا ولاة
جعلوا العرض للكرسي مرتهن؟
أقنان في بلاد الغرب أذلة
وفراعنة بالشرق بالعلن
كل شيئ في بلادي مباح
الأرض السماء والشعب قنن
فيما انتقامك يا شعب عصفت
بك المظالم قٌم انت يا وثن؟
أنينك وصل آفاق السماء
ناحت الورق له على الفنن
كلفة الحر تساوي دماءه
وللحرية يا أحبائي ثمن...
لآتبكي يا شعب من جور
اذا دجا الظلم عليك وجن
بل قم وحطم كل القيود
فلن يستجيب الظالم لك ولن
الا بسواعد تهد كيانه
تلك طرق الخلاص تلك السنن
فكم من شعب نام ذليلا
كأنه اعتاد وعلى الذل مجن؟؟
يزيده الزجر والظلم وجدا
القلب باك وبحاكمه افتتن
فكم أفاض من دموع الظلم
في الحشا قرحا وفي الوجه حسن؟
حتى اذا حانت فرصته
أظهر القلب من الثأر ما خزن
وداس على رقاب الطغاة
وهتف معتزا عاش الوطن