بين الزهور يخطو هادئا
مثل الملاك بدا وبان
يختال مرتاحا في ضوء القمر
وظلاله أفنان من بيلسان
ترف أثوابه فوق قامته
ورودا رفلت على خيزران
قلت حين بصرت طيفه
أهو ملاك بثوب انسان؟
أم بشر وقد علا شأنه
جاء يسحرني في تلك الجنان؟
بقيت صامتا أرقب حاله
حتى حياني بلطف باللسان
وهنا أيقنت باني كنت
أسير حسنه في ذاك المكان
نعم لقلوب العشاق عيون
تبدي لعقولهم ما لا يبان
تهان في سبيل الغرام النفوس
وما عادتها من قبل ان تهان
فكيف اذا كانت لها عيون
وقد حفظتها من هاروت أجفان
دأبت على أسر القلوب
وتركت في ضناها أشجان
نغض الطرف عن الغرام اذا
جنى وقسى بحكمه بالهوان
ونصبر على تقلب الدهر لأن
قلوب الأحبة جبلت بالحنان
تروم وعود العاشقين كأنها