سَنَقِفُ مع معجزة لسيد الخلق - صلى الله عليه وسلم - تجلَّتْ في أمره عدم قطع رأس الذبيحة كاملاً؛ إِلاَّ بعد أن تفيضَ الرُّوح منَ الجسد.
ولنُلقِ الضوء أولاً على مجموعةٍ منَ الآداب المُتَّبَعة في الذَّبح الشرعي الإسلامي للبهائم:
هناك آداب وأمورٌ يجب علينا اتِّباعُها عند الشروع في ذبح البهائم:
1 - إخلاص النِّية لله - تعالى.
2 - تطييبُ آلة الذَّبح مِن سكين أو غيرها.
3 - أن لا ترى البهيمة آلة الذبح.
4 - أن تَذْكُر اسم الله الأكبر: (بسم الله، والله أكبر)، دون أن تكملَ الرحمن الرحيم؛ لأنَّ المقام لا يناسب كلمتي الرحمن الرحيم.
5 - أن تذبحَ وأنت تستقبل القبلة.
6 - أن لا تذبحَ والبهائم الأخرى التي ستُذبح تنظر إليها.
7 - عند ذبح البهيمة، لا تفصل الرأس عنِ الجسد إلى أن تُفَارِق الروح الجسدَ.
السبق العلمي لِسَيِّد الخلق في وجوب عدم قطع
رأس الذبيحة؛ إلاَّ بعد أن تفيضَ روحها تمامًا، فهو:
منَ المعلوم أن الإنسان الخائفَ نتيجة أمرٍ ما، تَتَغَيَّر ملامِحُه، وتظهر على وجهه آثارُ ذلك من اصفرار وشحوب، وما إلى ذلك، ومما هو معلوم أنَّ هذه التَّغَيُّرات الخارجيَّة نابِعة من تغيرات داخليَّة، حيث يلتمس الدماغ منَ الغدة النخامية مواجهة الخطر، التي بِدَوْرها تعطي الأوامر للكظر؛ لِمُوَاجَهة الأمر الطارئ، فيرسل رسائل عديدة إلى أجهزة مختلفة: (القلب - الرئتين - الأوعية - الكبد)، وأهم رسالة هي إلى القلب برفع ضخ الدم من 80 نبضة إلى 180؛ لذا يحدث اصفرار الوجه، أما ما علاقة ذلك كله بموضوعنا؟
أقولُ: الأمر ذاته يحصل عند ذبح الشاة أو البهيمة، يرتفع نبض الدم من 80 إلى 180، مما يسمح بخروج الدم كاملاً مِن جسم الذبيحة، وكنا قد علمنا دور الدماغ الأساس في ذلك كله، مما يفسر لنا ضرورة عدم قطع رأس البهيمة كاملاً؛ لِيَتَمَكَّن الدماغ الذي في الرأس من إرسال رسائله إلى الغدة النخامية، ومنها إلى الكظر، الذي بِدَوْره يأمر القلب بِرَفْع النبض، وبالتالي إخراج الدم من الجسم.
وهذا ما يفسر لنا بالمُلاحَظة لون اللحم المذبوح بهذه الطريقة، والذي يميل إلى اللون الزهري، عكس المذبوح بغير هذه الطريقة يكون أحمر قانيًا؛ لأن الدم لم يخرج منه.
كما أنَّ الشاة التي لا تُذبح بالطريقة الإسلامية فيها 8 كغ منَ الدم الذي لم يخرج.
ومِن حكمة الله البالِغة أنَّ السَّمَك أُحِلَّ أكلُه، رغم أنه لا يُذبح؛ وذلك لأنه حين يخرج من الماء ينتقل الدم بكامله إلى غلاصمه، فكأنها ذُبِحتْ.
اللهم صل على سيدنا وحبيببنا محمد